كانَ حتّى الإكتِئـابْ
غارقاً في الإكتئـابْ
فَجـميعُ النـاسِ في بلدتِنا
بينَ قَتيـلٍ ومُصَابْ
والذي ليسَ على جُثَّتِـهِ بَصمةُ ظُفْرٍ
فعلى جُثَّتِـهِ بَصمةُ نابْ
كُلُّنا يحملُ خَتْـمَ الدولةِ الرسميِّ
من تحتِ الثيـابْ !
* * *
ذاتَ فَجـرٍ
مادتِ الأرضُ
وسادَ الإضطـرابْ
وإستفزَّ الناسَ من مَرْقَدِهـمْ
صوتٌ مُجَنْـزَرْ :
( تُـمْ تِرَمْ اللهُ أكبَرْ
تُـمْ تِرَمْ اللهُ أكبَرْ )
إنقـلابْ
تُـمْ تِرَمْ تُمْ ...
وانتهى عَهْـدُ الكِلابْ
* * *
بَعْدَ شَهْـرٍ
لَمْ نَعُدْ نخرجُ للشارعِ لَيْـلاً
لَمْ نَعُدْ نَحْمِلُ ظـلاً
لَمْ نَعُدْ نَمْشي فُـرَادى
لَمْ نَعُدْ نَمْلِكُ زادا
لَمْ نَعُدْ نفرحُ بالضيفِ
إذا ما دُقَّ عنـدَ الفجرِ بابْ
لَمْ يَعُدْ للفجـرِ بابْ !
* * *
فُـصُّ مِلْحِ الصُبـحِ
في مُستنقعِ الظُلْمـةِ ذابْ
هذهِ الأنْجُـمُ أحْداقٌ
وهذا البَدْرُ كَشَّـافٌ
وهذي الريحُ سَـوطٌ
والسماواتُ نِقابْ !
تُـمْ
تِـرَمْ
تَـمْ
كُلَّنا من آدمٍ نحـنُ
ومـا آدمُ إلا من تُـرابْ
فَوقَـهُ تَسرحُ . . قِطعانُ الذئابْ !