(1)
في زَمَنِ الأحرارِ
أصابعي تَخَافُ من أظْفَاري
دفاتري تَخَافُ من أشْعَاري
ومُقْلَتِي تَخَاف من إبصْاري !
فَكَّرْتُ في التفكيرِ بالفِرَارِ
من بَدَنِي
لكنّني ..
خَشِيتُ من وِشايَةِ الأفكارِ
(2)
في زمنِ القبضِ على الجَمْرِ
وسطوةِ العبدِ على الحُرِّ
والقهرِ في الجوّ
وفي البَـرِّ
وفي البَحْرِ
قرأتُ شِعري صامِتَـاً
كتبتُهُ في صفحةِ البَدْرِ
.. لكنّني خَشِيتُ من وِشايَةِ الفَجْرِ !
(3)
بَيْـتِي أنا تملأه العناكِبْ
بَيْـتِي أنا عنكبوت
مثل جميع البيوت
في هذه المدينـهْ
لكنْ " قريشٌ " لم تزلْ واقفة تُراقِبْ
قصيدةً على فَمِي حزينَـهْ
عازمةً أن تَفُوتْ
بين يديها كفنٌ وتابوتْ
وكوبُ دمعٍ ساخنٍ .. ونادِبْ
يأمُرني بالسكوتْ
يأمُرني أن أموتْ !
(4)
مدينـتي الـمُثلى
آنِسَـةٌ حُبلى
تُجْهِضُ كلَّ ساعةٍ طِفـلا !
أبيعُ فيها جثـتي
كيْ أشتري قصيدتي
ما أكثرَ الأشعارَ في مدينـتي
ما أكثرَ القتلى !
(5)
أهرُبُ من مدينـتي
وأختفي في خيمةِ الليلِ
أركُضُ لاهِثَ الخُطَى
فتركُضُ " النجومُ " من حولي
أترُكُها خَلْفِـي
ولكنّي أرى آثارَها قَبْلِـي
الخوفُ .. يا للخوفِ .. يا ..
مَنْ لي ؟
ألْجَـأُ للصبحِ .. ولكنْ شَمْسُهُ
تأمُرُ أنْ يتبعَـني ظِلّـي َ
(6)
أهرُبُ من خَوفي على خوفي إلى خوفي
أركُضُ والموتُ على خِفّـي
يَدُ الرَّدَى على يَدِي
يَدُ الرَّدَى قبَالَـتي
يَدُ الرَّدَى خَلْفِـي
تَحَوَّلَتْ خريطةُ الأرضِ إلى سَيْـف ٍ
مُلَطَّـخٍ .. بالدمِ والخوفِ !
(7)
أهرُبُ نحو الله
أدورُ حولَ بيتهِ
أَسَمِّـرُ اليدينِ فوق بابهِ
أقولُ : يا ألله
أصيحُ : يا ألله
أصرُخُ : يا ألله
يخافُ صوتي من فَمِي
فيختفي صَداه !
والبابُ صَمْتٌ
.. ودَمٌ يسيلُ من أعلاه !