المرءُ في أوطانِـنا
مُعْتَقَـلٌ في جِلْدِهِ
منذ الصِّـغَرْ
وتحتَ كلِّ قطرةٍ من دَمِـهِ
مُخْتَبِـيءٌ كلبُ أَثَـرْ
بَصْماتُهُ صُـوَرْ
أنْفَاسُـهُ صُـوَرْ
أحلامُـهُ صُـوَرْ
المرءُ في أوطانِـنا
ليسَ سوى إضْبَـارَةٍ
غِلافُـها جِلْدُ بَشَـرْ
أينَ المَفَـرْ ؟
* * *
أوطانُـنا قِيَـامَةٌ
لا تحتوي غير سَقَرْ
والمرءُ فيها مُذْنِبٌ
وذَنْبُـهُ لا يُغْتَفَرْ
إذا أَحَـسَّ أو شَعَـرْ
يشنُقُـه الوالي .. قضاءً وقَدَرْ
إذا نَظَرْ
تَدْهَسُـهُ سيَّارةُ القَصْرِ .. قضاءً وقَدَرْ
إذا شَـكَا
يُوضَعُ في شَرَابِـهِ سُـمٌّ
.. قضاءً وقَدَرْ
لا دَرْبَ .. كلا لا وَزَرْ
ليس من الموتِ مَفَرْ
يا رَبَّـنا
لا تَلُمِ الميّتَ في أوطانِنا إذا انتحَرْ
فكلُّ شيءٍ عندنا مُـؤَمَّـمٌ
حتى القضاءُ والقَدَرْ !